كأنه هو !

كما وكأنه العشق يضم إلى ارتعاشاتِه أغنية خامسة فإذا هو كراعٍ آسفه رؤية المساء على حين خيبة وكانت أول موسيقى حزينة من أزيز قلب الرعاة .. وكنتُ أحوم حول الحمى لا أرتع فيه كلّما اتسعت عينا العشق وتمددتا همساتِه والخوف والمصيدة الأولى تهرّبت منها فرارا إلى الدار والسكن والدفء ولو أنني ما فعلت لكان العشق .. لكان عويل الحياة يمدني ويزجرني ولكنتُ أسعد بالعشق ..

رغبة ..

فصولها ربيعية

لم يكن الباب موصدا بل لقد كان خاليا من المقبض إذْ أن مقبضه هذا سقط منذ السنة الفائتة وكلما أدلهم خطب جديد علينا وزارنا هاجس يحتجز معًا قد القلق الأولى قلنا لوالدنا : يا أبانا أصلح لنا هذا الباب وأما أختي لبنى فهي وحدها تخالفنا في إدارة لسانها وتلوينه فتقول : يا أبانا إننا بدون ستار يحمي بصرنا وإنها بصيرتنا التي تهلك .. فننظر لها لا مبالين
ومتضجرين نوعا ما وحينا آخر نتأملها معجبين وتطرق في قلوبنا رغبة أن نلويّ الكلام هكذا مثلها بخفّة ودونما تعقيد وبجمالٍ عظيم .. أنا نفسي يا أصدقائي كنت هكذا يوما بل عشرة عشرة سنوات أشذب لساني وأقلّم غضبي وأتنفس كالفيلسوف وإنها الحرب وإنه الدم علقانني بهما فامتلأت وتخضبت الرياحين فيّا والياسمين …
أجزم أنه كان يشرب من عيني ولكنه الآن هو وأنا وعيني في جفاف .. لله لا تشفقوا على وعيٍّ اخترق طوره الأول ؟

View original post