كأنه هو !

كما وكأنه العشق يضم إلى ارتعاشاتِه أغنية خامسة فإذا هو كراعٍ آسفه رؤية المساء على حين خيبة وكانت أول موسيقى حزينة من أزيز قلب الرعاة .. وكنتُ أحوم حول الحمى لا أرتع فيه كلّما اتسعت عينا العشق وتمددتا همساتِه والخوف والمصيدة الأولى تهرّبت منها فرارا إلى الدار والسكن والدفء ولو أنني ما فعلت لكان العشق .. لكان عويل الحياة يمدني ويزجرني ولكنتُ أسعد بالعشق ..

رفقاً بالفؤاد

أربد القلب مغشياً عليه وجُن جنون الفؤاد وتمزق اللحى الباقي بعضاً منه على زاوية

صميم أمان الروح

إذ فوجئ بسهم مـارق من قوسه متجهاً نحو غلاف الوردة المُلتفعة بخمار البراءة

وحق تغريب صاحب السهام إلى الهاوية ليرتع ما شاء

ثم ليقضي عمراً وإن جاءته سيارة ورأى الدلو فهذه نجـاه

وليعتبر في المُقبل كي لا يشق فؤاد المُحبين..

//


الــوجــد

شـذرة أدبية :

ألستم تقدرون الأخوة و تؤمنون بأن صُلب الأخوة المحبة؟ فما بالكم تؤاخون القليل و تنبذون الكثير؟ و تحبون الواحد و تكرهون الألف؟ إن أخوة كهذه لأخوة مقصومة الصلب لا تنزّ إلا القيح و الوجع. إن محبة كهذه في عينها رمد و في أمعائها هواء أصفر. و ما زلتم معرضين عن الأخوّة الصحيحة و المحبة الصحيحة، ظلت حياتكم أرجوحة للحزن و الألم و ميداناً للصراع و النزاع. أما الأخوة الصحيحة، فهي في تلاشي المحبّ في المحبوب. ميخائيل نعيمه

غربة مـظلوم

اعتاد المطـر أن ينسكب شتاءًا بسخاءٍ قد يُغرق ، وتجرع المسجون علقمًا مُرًا يومًا بعد يومٍ حتى استساغه وإن لم يستسغه فقد ذاقه في
اليوم ما بعد الحادي والثلاثين عارفًا بمرارته ..


و تلك المهجورة خلف دهاليز المباني المُشرعة صفوفًاعلى خطِ الغِنى ، وبطر العيش . ونسيان ما يُسمى بفاقة وبعضُ سغب


وهي هُناك قابعة في زوايا قبوٍ خُلِّف فيها أثاثٌ رُميَ عمدًا فقد نُسيَ طرازه ، وتبدلت أشكال أِخواته


تتسعُ حدقت عينيها في الغسق كي تأخذ قسطًا وافرًا مما تلوكه بذاكرتها حين يغيب النهـار في أوساطِ ليلٍ مدلهم


وتأخذُ لروحها بتلك المحفوظات رصيدًا مؤنسًا فلا تُخيفها اقتران الظلمة بالأشباح ، ولا حفيف الآكمـات خارجًا بخربشة الجُرذان قربها


ألفت كل بقعة عُميت بغبارٍ يزداد فلا يُرى ما وطئه ، وتآلفت مع نشاز الوحدة في بيئةٍ تعجُ بالملايين .. وحيدة ، منبوذة ، مُلتحفة بمأساة أقوالٍ لُفقت ، و دارت رحاها


، جُمعت ونـال حُياكها ما يتمنون .. ، لا ثمة منطقٍ لدحرها منبوذة ، ولا صدق قولٍ لجعل عقبات السنين تتنازعُ عليها حتى تتآكلها كما لوح اجتمعت عليهِ بعض أرضه .. ولا أهل خليقون براعيتها بعد فُقدان شمسيها

مخرج :
سخيمةُ النفس ما زالت تُقاوم الجفاف الذي أذبل أوراقها ، وذوت تئن ثم تعاود انتصابها
وفي أكثر البقع ضجيجًا وأشد الأماكن رواجًا تلوي عُنقها دونما يُعلمُ عنها ؟ !
فمُغيَبٌ وهو حي .. أيُسالُ عنه بعد موت
؟!
ولينم الظالم
فما اكتساهُ الغمام سينجلى وإن طال الزمان

{الحصـار يدفعُ المظلومُ لبذلِ صمود ، وابتكار رؤى
فأُفق روحه مُتسعة .. لن تُحصر أو تضيـق }

//

الـوجد

من عُدم الحكمة

تعترينا في أمور أيامنا و حياتنا هنّات من قصص مُوجسة أو ربما بها بعض الوشاية والنكاية لفئة مـا

قد نبرئ أنفسنا منها أو قد نُوغل في أعماقها للوصل إلى حكاية محمية من قبلِ أصحابها ومُلفقة بشكل

كبير من قبلِ المروجين لها

حينها ندرك حقيقة أن للحكمة دور أوفق للعمل بمقتضاها

ومن عُدم الحكمة فقد عُدم قيمة وفضيلة جليلة

وليأسف باكياً على نفسه.

الحكمة أهم مكونات السعادة.

سوفوكليس

الـوجد

موعظة

إن الدنيا دار ظعن وليست بدار إقامة،

وهي كالسم يأكله من لا يعرفه وفيه حتفه ، فالزاد فيها تركها، والغنى فيها فقرها ، فكن فيها ، كالمداوي جرحه يصبر على شدة الدواء مخافة طول البلاء ويحتمي قليلاً مخافة ما يكره طويلا

وأعلم أن

التفكر يدعو إلى الخير والعمل به ، والندم على الشر يدعو إلى تركه ، وليس ما يفني ، وإن كان كثيراً بأهل أن يؤثر عل ما يبقى

وإن كان طلبه عزيزاً ، واحتمال المؤونه المنقطعة، التي تعقب الراحة الطويلة ، خير من تعجيل راحة منقطعة تعقب موؤنة باقية

وندامة طويلة .. فاحذر هذه الدنيا الضارعة ، الخاذلة ، القاتلة ، التي تزينت بخداعها ، وفتكت بغرورها ، وخدعت بآمالها

فأصبحت كالعروس المجلية ،، فأحذرها

وانظر إليها نظر الزاهد المفارق لا تنظر نظر المبتلي العاشق ،فإن أمانيها كاذبة،وآمالها باطلة ، وصفوها كدر ..وأنت منها على خطر

إما نعمة زائلة ، وإمـا بلية نازلة ،وإما مصيبة فادحة وإما منية قاضية

ولا تأمن أن يكون هذا الكلام حجة عليك،نفعنا  الله وإياك بالموعظة..والسلام عليك ورحمة الله وبركاته

من موعظة سفيان الثوري لعمر بن عبدالعزيز

//

الوجــد

« Older entries